الجمعة، 2 يونيو 2017

إعلان الإخوان: الديمقراطية للعربي دون القطري!

بالوقت الذي يطالب به الاخوان بالحرية والمشاركة الشعبية "وفقا لمفهومهم" في دول المنطقة العربية, لم تتقدم قطر بخطوة نحو المشاركة الشعبية الجادة, حزب الإخوان في قطر كان قد حل نفسه, والاحزاب محظورة في قطر. ومع ذلك لا يجد الإخوان اي مشكلة بالتمسك والاشادة في قطر والمواقف القطرية تجاه " الحرية والعدالة والمشاركة الشعبية", مما يدلل على أن هموم الإخوان لا علاقة بكل هذه الشعارات, وانما يتحدد موقفهم من الحكام بحسب ما يقدمونه للجماعة ومصالحها في المنطقة لا بحسب مصالح شعوب المنطقة. 

أن لا يكون هنالك حزب للاخوان المسلمين في قطر فهي ليست بالمشكلة, أن لا تكون هنالك ديمقراطية تتحقق من خلالها للشعب القطري حق تقرير المصير فهي ليست بالمشكلة, لطالما أن قطر تقدم مختلف اشكال الدعم لتنظيم الإخوان العالمي فهذا كاف لهم, لايهم حتى إن كانت لقطر علاقات مع اسرائيل, ولا يهم كذلك لو كانت لها علاقات جيدة مع ايران أو حزب الله, ولماذا اصلا تكون للإخوان مشكلة مع حزب الله ونظام ولاية الفقيه في ايران؟, اليس خامنئي هو الذي سعى لترجمة كتب سيد قطب واحتفى بكتاباته بكلام يدلل على التشابه الفكري والعقدي بين الاخوان وولاية الفقيه؟. 

عبرت الإكونوميست عن هذه الإزدواجية القطرية بتقرير عن قطر ذو عنوان ساخر " الديمقراطية: هذه للعرب الآخرين"- الرابط, ولكن, ماذا يريد بالضبط التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي تحركت عناصره بكثافة للدفاع عن موقف قطر في أزمتها الأخيرة مع السعودية والامارات ومصر والبحرين؟, فلو كان ذلك من أجل الحرية والديمقراطية لكانوا قد تحركوا ضد النظام الفردي في قطر, ولو افترضنا بأنهم مع حق الشعوب في تقرير المصير او مع حفظ كرامة الإنسان لرأينا منهم موقفا من انتهاكات نظام اردوغان وجرائمه ضد الاكراد السوريين الذين يسعون للإستقلال, أما لو كانت قضيتهم هي قضية دينية اوطائفية, فلرأينا انتقاداتهم لقطر بسبب علاقاتها مع ايران و اسرائيل.

المسألة لديهم مختلفة تماما, فالإخوان هدفهم الأساسي هو " التمكن", ولهذا الهدف تجدهم لا يتورعون عن ارتكاب أي حماقات مثل تخريب الثورات العربية. في مارس 2013 نشرت فوربس تقرير مفصل عن "تفتيت" الاخوان للثورة السورية "المعارضة"وكيف أنهم كانوا المسببين الرئيسيين لانغلاق الأفق امام الحل في سوريا- الرابط, كذلك كان الحال عندما أعلنوا عن عدم الترشح للرئاسة المصرية ومن ثم قاموا بترشيح مرسي وحاولوا اختطاف كل الثورة واحتكار نتائجها, ليس هذا فحسب, فقناة الجزيرة التابعة لقطر والتي تتبنى خطاب الاخوان بالكامل كانت هي نافذة القاعدة الاعلامية على منطقة الشرق الاوسط بحجة حرية الرأي, ثم تطورت العلاقة الى حد تحالف الإخوان مع القاعدة في اليمن بحسب تصريح قيادي في القاعدة - الرابط.

ما تقدمه قطر من خدمات استضافة ودعم مادي وإعلامي لم يؤدي فقط الى سكوت الإخوان عن سياسات قطر فقط, وإنما ادى الى التصدي للدفاع عنها في الحملة الخليجية الإعلامية الجارية, ليس مهما لديهم التفكير في مسألة ضرورة تعزيز التيار المناهض للسياسات الايرانية في المنطقة, وانما ما يهمهم هو موقف هذا التيار من مصالح تنظيم الاخوان, أي أن المسألة لا علاقة لها إطلاقا بمصالح شعوب المنطقة. 

صحيح أن مسألة اثارة الفوضى في المنطقة لا تتحمل مسئوليتها ايران وحدها بدليل تصارع الاسلاميين السنة فيما بينهم في المناطق التي يسيطرون عليها في ليبيا, ولكن من المهم جدا الحفاظ على التوازن الذي بدأت بعض الدول بالسعي لتعزيزه والذي يبدو بأنه ليس على هوى فوضى الإخوان, أما الإصلاح الديمقراطي في دول المنطقة, فهذا المسار لايمكن فصله عن الوضع الإقليمي المعقد وتأثير هذا الوضع على آليات الاصلاح الديمقراطي. 

إن اراد الإخوان الديمقراطية والحرية والكرامة, فعليهم البدء بالمطالبة بحرية وكرامة الإخوان القطريين, ليعاد إشهار حزب الاخوان المسلمين في قطر على الأقل, ثم ليطالبوا ببرلمان مستقل وصحافة حرة, ثم بعد ذلك ينظر في تباكيهم على حرية وكرامة الإنسان العربي!.

ليست هناك تعليقات: